دائرة الحياة والإيمان

الله لا يفرق بين البشر... ولكن البشر ينقسمون باسم الله

بقلم الأب جاك ماسون


في هذه الأيام، أيام الاضطرابات والتوتر في بلدنا، تضطرب نفسي..


في هذه الأيام التي يتقاتل فيها إخوتي، مسيحيو لبنان: تضطرب نفسي..


وذلك لأنه أمام عيني ذاكرتي كلمات يسوع: "أقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الأيمن فحوّل له الآخر" (متى 5/ 39).


بينما أسمع أن تجارة السلاح تروج في الصعيد وأرتعد أمام الخطر الذي أشعر به لتصاعد حدة العنف والتي لا يمكن أن تؤدي إلا إلى مذابح مأساوية.


أي موقف نتخذه؟


أو كيف يمكن أن نعيش هذه المواجهة بأسلوب مسيحي؟


1) أول موقف: الهرب:


"خلاص ما فيش مكان للمسيحيين هنا.. ياللا ندور لنا على حتة تانية... نهاجر!!" والبابا شنودة ...

فليكن كل شيء للبنيان

بقلم الأب داني يونس اليسوعي


إنّ الدخول في مسيرة تمييز لما هي إرادة الله في حياتي هنا والآن هي مسيرة شخصيّة إلى أقصى الحدود. وليس ذلك لأنّ القرار الّذي عليّ أخذه هو قراري أنا فحسب، أي أنّ لا أحد يأخذه في مكاني (ولا حتّى الله نفسه)، بل خصوصًا لأنّ هذه المسيرة تجعلني شخصًا، أي أنّها تنادي حرّيّتي للتجاوب مع خالقها، تستفزّها لتعبّر عن ذاتها، "تشخصنها". فالشخص غير الفرد. الفرد هو عدد، نفر، "شيء". أمّا الشخص فهو أحد، له اسمه، له خصوصيّته، له حرّيّته. وكثيرًا ما نعيش أفرادًا، أي أرقامًا في قطيع، لا نتميّز في ما بيننا، بل يهمّنا فقط أن نتميّز عن القطيع الآخر، فتظهر فينا علامات الانتماء الاجتماعيّ ...