ما هي الرسالة؟

عن مقال مترجم من مجلة Progressio – المجلة الرسمية لرفاق الكرمة العالمية

إن كلمة "رسالة" تشير إلى حقيقة معقدة، ونتيجة لذلك نستعمل الكلمة بمفاهيم عديدة ومختلفة، وهناك على الأقل أربعة مفاهيم لكلمة "رسالة"

الرسالة = موقف استعداد للقلب (دعوة).

الرسالة = أسلوب حياة (إدماج البُعد الرسولي في حياتنا).

الرسالة = خيارات وتوجهات أكثر تحديدًا.

الرسالة = خدمات واقعية وعملية.

 

الرسالة هي أحد مشاغل القلب

إن الرسالة كموقف حياتي تعبّر عن موقف تأهب أمام الله وُلد من الخبرة الشخصية لمحبة الله التي خلصتنا في المسيح. هذه الخبرة تدعونا – عرفانًا بالجميل – لرفقة كاملة مع المسيح الفقير والمتواضع في مشروعه لخلاص العالم، ألا وهي أن يأتي ملكوت الله. فالرسالة هي رغبة شخصية دائمة ومتنامية لنكون أداة لمحبة الله في العالم. 

الرسالة هي أسلوب حياة

تنبع الرسالة كأسلوب حياة من رغبتنا في أن نكون أداة الله في جميع الظروف والأماكن والمواقف. وهذا يعني ألا نفصل أي مجال في حياتنا عن أن يكون وسيلة لله. لذا ننشد تنمية الشعور الرسولي حتى في أكثر الحقائق اليومية اتضاعًا، منفتحين على نداء الله في كل ظرف. وبالتالي تغير الحياة الرسولية مجمل أسلوب حياتنا كعلمانيين، في العمل والدراسة، في أسرنا وكنيستنا. وتساعدنا الحياة الرسولية على تنمية أسلوب حياة شخصي وعائلي تسوده البساطة وحرية القلب. ويؤثر اشتياقنا لأن يأتي ملكوت الله على حياتنا العلنية: في نشاطنا، في العمل، في الاقتصاد.. إلخ. وهذا ما نقصد بـ "وحدة الحياة"، حيث تشكل حياتنا وحدة في المسيح دونما ازدواجية أو أدوار متعددة نلعبها، أو وجوه نظهر بها: واحد للعمل، وثان للبيت، وثالث للكنيسة، وهكذا.

الرسالة هي خيارات وتوجهات

نستعمل كلمة الرسالة أيضًا لنصف التوجهات أو الأولويات التي توضع عادة في مصاف القيم المثالية، والتي لا تتحقق تحقيقًا تامًا. ومهمة هذه الأولويات هي توجيه الطاقات في اتجاه معين بدون أن تفرض خطة محددة أو أنشطة بعينها. وتجيء الرسالة – في هذا المعنى - كنتيجة لفهم متعمق للاحتياجات الأساسية للعائلة الإنسانية. وهكذا يتطوّر وعينا من خلال جهودنا المستمرة لإدماج فهمنا للواقع الإنساني مع الإنجيل.

وقد كانت المؤتمرات العالمية مناسبات فُضِّلت فيها رسالة رفاق الكرمة في هذا المعنى الثالث، فكان اختيارنا هو التحرير (في أوجسبرج – ألمانيا)، والخيار التفضيلي للفقراء (في مانيلا – الفلبين)، وخدمة الوحدة في جماعات الحياة المسيحية وفي العالم (في روما – إيطاليا وبروفيدانس – الولايات المتحدة)، والعمل في سبيل العدالة والدفاع عن الحياة (في لويولا – إسبانيا). هذه كلها كانت أولويات رسالة رفاق الكرمة العالمية.

الرسالة هي خدمات واقعية والتزامات محددة

نستعمل عبارة الرسالة لنشير إلى خدمات واقعية والتزامات محددة، أي كل عمل أو مشروع نلتزم به تجاوبًا مع احتياجات حولنا. وحتى تكون هذه الأعمال أو المشاريع رسولية أصيلة، يجب أن تتحلى بدوافع إنجيلية وأن تلبي حاجات حقيقية، لا مجرد حاجتنا ورغبتنا في "أن نعمل حاجة". وعلاوة على ذلك، فحتى يكون تجاوبنا شاملاً، يجب أن يكون في تآلف مع الأولويات الرسولية للجماعة والكنيسة.